الثلاثاء 9 رمضان 1445 - 19 مارس 2024
العربية

أصحاب الكتب الستة

السؤال

من هم أصحاب الكتب الستة وهل يوجد في كتبهم أحاديث ضعيفة؟

ملخص الجواب

أصحاب الكتب الستة هم: 1- الإمام البخاري 2- الإمام مسلم 3- الإمام أبو داود 4- الإمام الترمذي 5- الإمام النسائي 6- الإمام ابن ماجه. أما صحيحا البخاري ومسلم فقد تلقت الأمة ما جاء فيهما من الأحاديث بالقبول، وأجمعوا على صحة كل ما فيهما إلا ألفاظاً يسيرة جدا. وأما سائر كتب السنن؛ فإنها لا تخلو من وجود أحاديث ضعيفة في ثناياها، بعضها نبه عليها صاحب الكتاب، وبعضها بيّنها غيره من العلماء.

الحمد لله.

من هم أصحاب الكتب الستة؟

أصحاب الكتب الستة هم:

1- الإمام البخاري           2- الإمام مسلم         3- الإمام أبو داود

4- الإمام الترمذي           5- الإمام النسائي        6- الإمام ابن ماجه

تعريف موجز بأصحاب الكتب الستة

الإمام البخاري

وهو أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بَردِزبَة الجعفي البخاري، كان جده المغيرة مولى لليمان الجعفي والي بخارى، فانتسب إليه بعد إسلامه. ولد ببخارى سنة 194 هـ، ونشأ يتيما، وأخذ يحفظ الحديث وهو دون العاشرة، ولما شب قام برحلة فقصد مكة وأدى فريضة الحج وبقي في مكة زمنا يتلقى العلم على أئمة الفقه والأصول والحديث، ومن ثَم بدأ يرحل ويتنقل من صقع إسلامي إلى آخر على مدى ست عشرة سنة كاملة، طاف فيها بكثير من حواضر العلم يجمع فيها أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم حتى جمع ما يزيد على 600.000 حديث ورجع إلى ألف محدث وناقشهم فيها.

وكانوا ممن عُرفوا بالصدق والتقوى وصحة العقيدة، ومن هذه الجملة الكبيرة من الأحاديث انتقى كتابه الصحيح متبعا في بحثه عن صحتها أدق الأساليب العلمية، في البحث والتنقيب وتمييز الصحيح من السقيم، وانتقاء الرواة حتى أودع كتابه أصح الصحيح، ولم يستوعب كل الصحيح. وأسماه (الجامع الصحيح المسند من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه).

وأراد أمير بخارى أن يأتي البخاري إلى بيته ليعلّم أولاده ويُسمعهم الحديث، فامتنع البخاري وأرسل إليه: "في بيته يؤتى العلم" أي: أن العلم يؤتى ولا يأتي ومن أراد العلماء فليذهب إليهم في المسجد والبيوت، فحقد عليه وأمر بإخراجه من بخارى، فنزح إلى قرية (خرتنك) القريبة من (سمرقند) وفيها له أقارب، فأقام فيها إلى أن مات سنة 256 هـ عن 62 عاما. رحمه الله رحمة واسعة.

الإمام مسلم

وهو مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري أبو الحسين. أحد الأئمة من حفاظ الحديث، ومن أعلام المحدثين، ولد بنيسابور يوم وفاة الإمام الشافعي سنة 204هـ، وطلب العلم في نيسابور، ولما شب رحل في طلب الحديث إلى العراق والحجاز، وسمع من شيوخ كثيرين، وروى عنه كثيرون من رجال الحديث. 

أشهر كتبه: صحيحه المعروف بصحيح مسلم، وهو أحد الكتب الستة المعتمدة في الحديث استغرق في تأليفه ما يقرب من خمس عشرة سنة، وصحيحه يلي صحيح البخاري في المكانة وقوة الأحاديث. وقد شرح صحيحه كثير من العلماء.

 ومن كتبه: كتاب الطبقات، وكتاب الجامع، وكتاب الأسماء، وغيره من مطبوع ومخطوط. توفي في مدينة نصر آباد، قرب نيسابور سنة 261 هـ عن 57 عاما. رحمه الله رحمة واسعة.

الإمام أبو داود

وهو سليمان بن الأشعث بن شداد بن عمرو بن إسحاق بن بشير الأزدي السجستاني، نسبة إلى سجستان. أبو داود. إمام أهل الحديث في عصره. صاحب كتاب السنن في الحديث، وهو أحد الكتب الستة المعتمدة.

ولد سنة (202)، ورحل إلى بغداد وتفقه بالإمام أحمد بن حنبل ولازمه وكان يشبهه، ورحل إلى الحجاز والعراق وخراسان والشام ومصر والثغور، وروى عنه النسائي والترمذي وغيرهما. كان في الدرجة العليا من النسك والصلاح. جمع في كتابه السنن ما يقرب من (5300) حديث.

وقد طلب منه الأمير أبو أحمد طلحة (الموفق العباسي) أن يلبي له ثلاث خلال: أولها أن ينتقل إلى البصرة فيتخذها وطنا له لترحل إليه طلبة العلم فتعمر البلد به. وثانيها أن يروي لأولاده السنن، وثالثها أن يفرد لأولاده مجلسا خاصا، فإن أولاد الخلفاء لا يجلسون مع العامة. فقال له داود: أما الأولى فنعم والثانية فنعم وأما الثالثة فلا سبيل إليها، لأن الناس في العلم سواء، فكان أولاد الموفق العباسي يحضرون ويجلسون وبينهم وبين العامة ستر. استقر بالبصرة وبها توفي سنة 275 هـ عن 73 سنة. رحمه الله رحمة واسعة. 

الإمام الترمذي

وهو محمد بن عيسى بن سورة بن موسى بن الضحاك السلمي الترمذي. أبو عيسى. من أهل (ترمذ) إحدى بلاد ما وراء النهر وإليها نسبته. أحد أئمة الحديث والحفاظ. ولد سنة (209)، وتتلمذ على البخاري وشاركه في بعض شيوخه. قام في طلب الأحاديث برحلة إلى خراسان والعراق والحجاز. اشتهر بالحفظ والأمانة والعلم. من شيوخه أحمد ابن حنبل، وأبو داود السجستاني.

صنف (الجامع) المعدود من كتب الحديث الستة المعتمدة، جمع فيه فنونا من علل الحديث التي تفيد الفقيه، فإنه يذكر الحديث وغالبه في أحكام الفقه، فيذكر أسانيده ويعدد الصحابة الذين رووه ويُصَحِّحُ ما صَح عنده ويُضَعف ما ضُعف، ويبين من أخذ بالحديث من الفقهاء ومن لم يأخذ، فجامعه أجمع السنن وأنفعها للمحدث والفقيه.

من تصانيفه أيضا: كتاب الشمائل النبوية، والعلل في الحديث. عاش شطرا من حياته الأخيرة ضريرا بعد أن طاف في البلاد يجمع الروايات الصحيحة من أهل التثبت. توفي سنة (279)هـ عن 70 عاما. رحمه الله رحمة واسعة. 

الإمام النسائي

وهو أحمد بن شعيب بن علي بن سنان بن بحر بن دينار النسائي. أبو عبد الرحمن. أصله من مدينة (نسا) بخراسان وإليها نسبته، وينسب إليها (نسوي) و (نسائي).

ولد سنة (215)هـ، وكان أحد أعلام الدين، وأركان الحديث إمام أهل عصره ومقدمهم وعمدتهم. وجرحه وتعديله معتبر عند العلماء. 

قال الحاكم: سمعت أبا الحسن الدارقطني غير مرة يقول: أبو عبد الرحمن مقدم على كل من يذكر بعلم الحديث، وبجرح الرواة وتعديلهم في زمانه.

وكان في غاية الورع والتقى، وكان يواظب على أفضل الصيام (صيام داود) فكان يصوم يوماً ويفطر يوماً.

سكن بمصر وانتشرت بها تصانيفه، وأخذ عنه الناس ثم انتقل إلى دمشق وتوفي يوم الاثنين الثالث عشر من شهر صفر سنة (303) عن 85 سنة. رحمه الله رحمة واسعة.

الإمام ابن ماجه

وهو محمد بن يزيد الربعي القزويني. أبو عبد الله. كان أبوه يزيد يعرف بـ (ماجة) فعرف بابن ماجة. و(الربعي) نسبة لربيعة التي ينتسب إليها بالولاء الحافظ المشهور مصنف كتاب السنن في الحديث، ولد في (قزوين) وإليها نسبته. سنة (209)، وارتحل إلى العراق والبصرة والكوفة وبغداد ومكة والشام ومصر والري لكتابة الحديث.

 صنف في رحلته ثلاثة كتب: كتاب في التفسير، وكتاب في التاريخ وفيه دَوَّن أخبار الرجال الذين دونوا السنة من عصر الصحابة إلى عصره، وكتاب السنن.

توفي ابن ماجة في يوم الاثنين الثاني والعشرين من رمضان سنة ثلاث وسبعين ومائتين، عن 64 عاما. رحمه الله رحمة واسعة.

حكم الأحاديث في الكتب الستة

أما صحيحا البخاري ومسلم فقد تلقت الأمة ما جاء فيهما من الأحاديث بالقبول، وأجمعوا على صحة كل ما فيهما إلا ألفاظاً يسيرة جدا أخرجها البخاري ومسلم ليبينوا عِلَّتها إما تصريحا أو تلميحا كما نبه على ذلك العلماء المحققون الدارسون لهذين الكتابين، ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.

وأما سائر كتب السنن فإنها لا تخلو من وجود أحاديث ضعيفة في ثناياها، بعضها نبه عليها صاحب الكتاب، وبعضها بيّنها غيره من العلماء، ولم يحرصوا رحمهم الله على بيان جميع الضعيف لأنهم أوردوا الأحاديث بالأسانيد، فيسهل معرفة الصحيح من الضعيف على أهل العلم بمراجعة رجال السند ومعرفة حالهم من الثقة والضعف.

ومن العلماء المشهورين في هذا الشأن: أحمد والدارقطني ويحيى بن معين وابن حجر والذهبي والواقي والسخاوي، ومن المعاصرين الألباني وأحمد شاكر وغيرهم رحمة الله على الجميع.

والله تعالى أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الشيخ محمد صالح المنجد