الطريق إلى حسن الخاتمة

10-03-2003

السؤال 10903

هل هناك علامات تدل على حسن الخاتمة؟

ملخص الجواب:

حسن الخاتمة هو أن يُوفق العبد قبل موته للابتعاد عما يغضب الرب سبحانه، والتوبة من الذنوب والمعاصي، والإقبال على الطاعات وأعمال الخير، ثم يكون موته بعد ذلك على هذه الحال الحسنة. علامات حسن الخاتمة كثيرة منها: النطق بالشهادة عند الموت، والموت برشح الجبين، والموت ليلة الجمعة أو نهارها، والموت غازياً في سبيل الله، والموت بالطاعون، والموت بداء البطن، والموت بسبب الهدم والغرق، وموت المرأة في نفاسها بسبب ولدها أو وهي حامل به، والموت بالحرق وذات الجنب والسل، والموت دفاعاً عن الدين أو المال أو النفس، والموت رباطاً في سبيل الله، والموت على عمل صالح.

الجواب

الحمد لله.

معنى حسن الخاتمة

حسن الخاتمة هو: أن يُوفق العبد قبل موته للابتعاد عما يغضب الرب سبحانه، والتوبة من الذنوب والمعاصي، والإقبال على الطاعات وأعمال الخير، ثم يكون موته بعد ذلك على هذه الحال الحسنة.

ومما يدل على هذا المعنى ما صح عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا أراد الله بعبده خيراً استعمله) قالوا: كيف يستعمله؟ قال: (يوفقه لعمل صالح قبل موته) رواه الإمام أحمد (11625)، والترمذي (2142)، وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (1334).

وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِذَا أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِعَبْدٍ خَيْرًا عَسَلَهُ) قِيلَ: وَمَا عَسَلُهُ؟ قَالَ: (يَفْتَحُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ عَمَلًا صَالِحًا قَبْلَ مَوْتِهِ ثُمَّ يَقْبِضُهُ عَلَيْهِ) رواه أحمد (17330)، وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (1114).

ولحسن الخاتمة علامات، منها ما يعرفه العبد المحتضر عند احتضاره، ومنها ما يظهر للناس.

العلامة التي يظهر بها للعبد حسن خاتمته

أما العلامة التي يظهر بها للعبد حسن خاتمته فهي ما يبشر به عند موته من رضا الله تعالى واستحقاق كرامته تفضلا منه تعالى، كما قال جل وعلا: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ} [فصلت: 30]، وهذه البشارة تكون للمؤمنين عند احتضارهم. انظر "تفسير ابن سعدي" (ص 1256).

ومما يدل على هذا أيضا ما رواه البخاري (6507)، ومسلم (2683) عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه) فقلت: يا نبي الله! أكراهية الموت، فكلنا نكره الموت؟ فقال: (ليس كذلك، ولكن المؤمن إذا بشر برحمة الله ورضوانه وجنته أحب لقاء الله، وإن الكافر إذا بشر بعذاب الله وسخطه كره لقاء الله وكره الله لقاءه). 

وقال النووي رحمه الله: "معنى الحديث أن المحبة والكراهية التي تعتبر شرعا هي التي تقع عند النزع في الحالة التي لا تقبل فيها التوبة، حيث ينكشف الحال للمحتضر ، ويظهر له ما هو صائر إليه".

علامات حسن الخاتمة

أما عن علامات حسن الخاتمة فهي كثيرة، وقد تتبعها العلماء رحمهم الله باستقراء النصوص الواردة في ذلك فمن هذه العلامات:

وروى الإمام أحمد (17341) عن عبادة بن الصامت أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أخبر عن الشهداء، فذكر منهم: (والمرأة يقتلها ولدها جمعاء شهادة (يجرها ولدها بسُرَرِه إلى الجنة). صححه الألباني في كتاب الجنائز (ص 39).

السرة: ما يبقى بعد القطع مما تقطعه القابلة، والسرر ما تقطعه.

 قال وزاد أبو العوام سادن بيت المقدس: (والحرق والسل) قال الألباني رحمه الله: "حسن صحيح"، انظر: "صحيح الترغيب والترهيب" (1396).

وروى البخاري (2480)، ومسلم (141) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ).

وهذه العلامات هي من البشائر الحسنة التي تدل على حسن الخاتمة، ولكننا مع ذلك لا نجزم لشخص ما بعينه أنه من أهل الجنة إلا من شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة كالخلفاء الأربعة.

نسأل الله تعالى أن يرزقنا حسن الخاتمة.

والله أعلم.

عذاب القبر ونعيمه الجنائز وأحكام المقابر
عرض في موقع إسلام سؤال وجواب